تضخم البروستات الحميد شائع مع التقدم في العمر عند الذكور ويسبب العديد من الانزعاجات والمشاكل الصحية التي تؤثر على الحياة اليومية عند الرجال هناك العديد من العلاجات المتاحة لتضخم البروستات الحميد في هذا المقال سنتحدث بالتفصيل عن عمليات تضخم البروستات طفيفة التوغل التي تتميز بفترة شفاء اسرع و احتمالة أقل لحدوث المضاعفات من العلاجات الجراحية الأخرى.
تنقسم الجراحات اللازمة في تضخم البروستات الحميد إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
جراحات استئصال البروستات عبر الإحليل.
يجدر التنويه أن الغالبية العظمى من المرضى الذين يعانون من أعراض تضخم البروستاتا والذين يحتاجون البدء في العلاج سيبدؤون بإحدى خيارات العلاج الطبي بالأدوية، إما باستخدام دواء واحد أو أكثر من الأدوية ذات آليات العمل المختلفة عن بعضها، كطريقة أولى. و هنا يجدر التنويه الى أن و منذ ظهور العلاج الطبي بالأدوية لتضخم البروستاتا الحميد، أدى ذلك إلى انخفاض سريع و مطرد في الحاجة لإجراء العمليات الجراحية لهذه الحالة.
و كنتيجة لذلك ، فإن المرضى الذين يخضعون الآن لعملية جراحية لتضخم البروستاتا الحميد يكونون أكبر سناً بشكل عام ولديهم المزيد من الأمراض الطبية الأخرى مثل ارتفاع ضغط الدم و السكري و أمراض و عمليات القلب.
و هذا أدى إلى زيادة الإهتمام بالعمليات التي تكون أقل خطورة على المريض صاحب السن المتقدم او اللذي يعاني من أمراض متعددة قد تشكل خطورة على الحياه في حال الخضوع لعمليات متوسطة أو كبرى.
أولا: دواعي إجراء عملية تضخم البروستاتا مباشرة دون اللجوء للأدوية أو العلاجات بالفم:
1. الفشل الكلوي الناتج عن تضخم البروستات.
2. حصر البول الناتج عن البروستات و اللذي لم ينجح معه العلاج الأولي.
ثانياً: دواعي إجراء جراحات البروستات لاحفاً (بعد البدء بالأدوية):
تعتمد عملية رفع الإحليل البروستاتي على تغيير وضعية البروستاتا دون استئصال الأنسجة عن طريق وضع غرسات من الخيوط (قُطب) عبر البروستات. تقوم الغرسات بسحب تجويف الإحليل البروستاتي باتجاه غلاف البروستات (الكبسولة) و بالتالي توسيع تجويف الإحليل البروستاتي. ثم تنمو بطانة الإحليل البروستاتي مرة أخرى لتغطي الخيوط في غضون 12 شهرًا. و يتم إجراء هذه العملية للبروستات ذات الحجم الصغير او المتوسط على شرط عدم وجود فص أوسط للبروستات و تعتبر هذه العملية من عمليات تضخم البروستات طفيفة التوغل بسبب عدم الحاجة للتخدير العام او النصفي.
نجاح هذه العملية لا يدوم لفترة طويلة.
نسبة الحاجة لإجراء العملية مرة ثانية خلال 5 سنوات مرتفعة و تصل ل 13.6%.
هي خيار جيد للذين لا يتحملون إجراء عمليات أخرى خاصة من الخيارات غير عمليات تضخم البروستات طفيفة التوغل.
و تعتبر أيضا خيار علاجي للمرضى الذين يرغبون في الحفاظ على وظيفة الانتصاب والقذف حيث تخلو من مشكلة القذف الراجع.
يستخدم نظام ريزيوم (تبخير البروستات) طاقة الترددات الراديوية لتوليد طاقة حرارية على شكل بخار ماء ، والتي بدورها تنقل الطاقة الحرارية المخزنة عندما تنتقل مرحلة البخار إلى الطور السائل عند ملامسة أنسجة البروستات. حيث يتشتت البخار من خلال فجوات في الأنسجة ويطلق الطاقة الحرارية المخزنة على أنسجة البروستات مما يؤدي إلى موت الخلايا و بالتالي تقلص البروستات. بالامكان إجراء هذه العملية تحت التخدير العام او النصفي لكنها تصنف من ضمن عمليات تضخم البروستات طفيفة التوغل لانها تجرى عادة تحت التخدير الموضعي.
فاعلية العملية:
هذه العملية ما زالت حديثة و الأبحاث التي تم إجراؤها عليها ما زالت محدودة.
لكن أثبتت بعض الأبحاث تحسن نسبته 52% من المرضى الذين يخضعون لعملية تبخير البروستات ببخار الماء بعد سنة من العملية و يستمر هذا التحسن لغاية أربع سنوات. لكن للأسف أثبتت نفس الدراسات عدم التحسن في تفريغ المثانة لمن عندهم احتباس البول المزمن.
و تبقى مشكلة النقص في المعلومات عن هذه العملية قائمة و ذلك لعدم وجود دراسات تقارن بينها و بين العمليات الأخرى ذات الفاعلية مثل عملية تجريف البروستات عبر مجرى البول او عملية إزالة البروستات بالليزر.
ملاحظة: تم التطرق لمضاعفات عملية العلاج الحراري ببخار الماء أو تبخير البروستات ببخار الماء في مقال آخر موضوعه الرئيسي عمليات تضخم البروستات عبر الإحليل مع أن هذه العملية تعتبر من عمليات تضخم البروستات طفيفة التوغل الا أنها حققت انشاراً يشابه انتشار العمليات عبر الإحليل.
القسطرة لغدة البروستات هي خيار جراحي من عمليات تضخم البروستات طفيفة التوغل و يتم إجراؤها بواسطة أخصائيي الأشعة التداخلية.
يمكن إجراء عملية قسطرة البروستات كإجراء يومي تحت التخدير الموضعي مع الدخول عبر إما الشرايين الفخذية أو شريانات أخرى و هي تشبه الى حد كبير عملية قسطرة القلب. يتم تحديد الشرايين المغذية للبروستات عن طريق التصوير بالأشعة السينية مع حقن مادة ملونة باستمرار، ويتم اغلاق أو تسكير الشرايين البروستاتية بشكل انتقائي تحت التصوير بالأشعة. و هذا يؤدي الى مفعول مشابه لحدوث جلطة شريانية في أي مكان آخر في الجسم و المفعول المطلوب هو ضمور غدة البروستات نتيجة هذه الجلطة في البروستات المصطنعة.
أثبتت الدراسات فعالية عملية قسطرة البروستات من ناحية تحسن الأعراض و انكماش البروستات لكن هذه الدراسات لم تكن دراسات على المدى البعيد.
على الرغم من أن قسطرة البروستات تحتوي على عدد أقل من المضاعفات من تجريف البروستات إلا أن إغلاق شريانات أخرى غير المستهدفة قد يؤدي إلى مضاعفات نادرة تنتج عن انعدام التروية الدموية في أعضاء الجسم المجاورة مثل التهاب المستقيم الإقفاري العابر ونقص تروية المثانة وتضيق مجرى البول والحالب أو نقص تروية الحويصلات المنوية.
هذا بالإضافة لاحتمال حدوث أورام سرطانية (مثل سرطان المثانة و سرطان القولون و المستقيم و اللوكيميا (سرطان الدم)) في المستقبل نتيجة التعرض للأشعة خلال هذه العملية حيث أن مدة العملية ساعتين في المتوسط و متوسط التعرض للأشعة حوالي خمسين دقيقة لكن احتمال حدوث سرطان يؤدي إلى الوفاة لاحقاً منخفض نسبيا و تم تقدير ذلك بحوالي 1 بالألف من الذين يخضعون لهذا الإجراء.
ملاحظة مهمة وهي أن من لديهم تحسس من الصبغات (المادة الملونة) قد لا تلائمهم هذه العملية.
في النهاية عملية قسطرة البروستات هي واحدة عمليات تضخم البروستات طفيفة التوغل و قد يتم النصح بها لمن لديهم خطورة عالية من التخدير العام أو من يعانون من مشاكل في العظام و العمود الفقري تمنع من إجراء عمليات تضخم البروستات عبر الإحليل.
تتشارك عمليات تضخم البروستات طفيفة التوغل في عدم حاجتها للتخدير العام و في انخفاض احتمالات حدوث المضاعفات. و في حال حدوث المضاعفات فإنها تختلف في طبيعتها عن عمليات البروستات التقليدية و قد تكون خطيرة أحيانا.
يعتمد اختيار العملية الأنسب على عوامل كثيرة مثل تقييم المريض بالسيرة المرضية و الفحص السريري وقدرة العلاج بالأدوية على تغيير النتائج وتفضيلات العلاج للمريض بنفسه والتوقعات التي يجب تلبيتها من حيث سرعة التحسن بعد العملية والفعالية و مدتها والآثار الجانبية ونوعية الحياة و طبيعة العمل وتطور المرض.
استشاري جراحة الكلى والمسالك البولية وامراض الذكورة والعقم، عضو الزمالة الأمريكية لجراحة المناظير والحصى والليزر
العنوان:-
الاردن – عمان – شارع مي زيادة – مستشفى فرح – الطابق الأول عيادة رقم 108
رقم الهاتف
962798278273779
البريد الالكتروني
[email protected]