إن المسار الطبيعي الذي يسلكه البول في جسم الإنسان يبدأ من الكليتين ويمر عبر الحالبين إلى المثانة. ولكن عند تطوُّر حالة “الجزر المثاني الحالبي”، يتغير هذا المسار إذ ينعكس تدفق البول من المثانة إلى الحالبين، أي أن الاتجاه يصبح نحو الخلف. في هذا المقال، سنسلط الضوء على أهم العلامات والأعراض المرتبطة بالجزر المثاني الحالبي، وسنتناول أسبابه، وكيفية التشخيص والعلاج المناسب له، بالإضافة إلى النظر في المضاعفات التي قد تنشأ نتيجة لتجاهل العلاج لهذه الحالة.
انعكاس المثانة البولية (VUR) أو جزر المثاني الحالبي (ارتجاع البول) هو حالة تحدث عندما يتدفق البول باتجاه الخلف بشكل عكسي من المثانة إلى أحد أو كل من الحالبين، وأحيانًا حتى الكلى. يعد انعكاس المثانة البولية شائعًا في الأطفال الرضع والأطفال الصغار. ومعظم الأطفال لا يعانون من مشاكل طويلة الأمد نتيجة لانعكاس المثانة البولية. عادةً ما يصنف الأطباء انعكاس المثانة البولية على مقياس من 1 إلى 5, حيث تعدّ الدرجة 1 هي أخف الأشكال للحالة، في حين أن الدرجة 5 هي الأكثر خطورة.
تصنّف أسباب حدوث ارتجاع البول إلى أسباب أولية وأسباب ثانوية:
أسباب أولية:
أسباب ثانوية:
يؤثر الجزر المثاني الحالبي على 1% إلى 2% من جميع الأطفال، ويعاني ما يصل إلى ثلث الأطفال المصابين بالجزر المثاني الحالبي من عدوى المسالك البولية, وتقدّر نسبة حدوث التهاب المسالك البولية عند الأطفال المصابين بعدوى المسالك البولية الحموية بـ 30-40%.
يعد ارتجاع البول شائعًا لدى الأطفال أصحاب البشرة البيضاء بنسبة 10 مرات أكثر من الأطفال أصحاب البشرة السوداء، ومن الواضح أن الأطفال ذوي الشعر الأحمر معرضون لخطر متزايد. كما يعد جزر المثانة الحالبي أكثر انتشارًا عند الأطفال حديثي الولادة الذكور، وتقل نسبة الإصابة مع زيادة عمر المريض.
في الوقت الحاضر، تتراوح نسبة حدوث استسقاء الكلية المشخص قبل الولادة والناجم عن الجزر المثاني الحالبي بين 17-37% بين الأطفال، وحوالي 20-30% من الأطفال المصابين بالجزر المثاني الحالبي يعانون من آفات كلوية.
وتبلغ نسبة حدوث جزر المثانة الحالبي عند الأطفال والشباب المصابين بالفشل الكلوي في المرحلة النهائية (القصور الكلوي المزمن) الذي يتطلب العلاج (غسيل الكلى أو زرع الأعضاء) حوالي 6٪, ويعدّ السبب الخامس الأكثر شيوعًا للقصور الكلوي المزمن عند الأطفال.
بشكل عام لا يسبب الجزر المثاني الحالبي أي علامات أو أعراض محددة إلا إذا كانت معقدة بسبب عدوى المسالك البولية (UTI), حيث يمكن للبكتيريا أن تنمو بشكل أسهل في مجرى البول للطفل عندما يتدفق البول للخلف، مما يسبب عدوى في المسالك البولية والأعراض التي قد تظهر للمريض في هذه الحالة هي:
كما قد تظهر عدة أعراض لدى الأطفال حديثي الولادة المصابين بجزر المثانة الحالبي مثل:
يُصنَّف الجزر المثاني الحالبي على مقياس يتراوح من الدرجة الأولى إلى الدرجة الخامسة، وتشير هذه الدرجات إلى شدة الحالة.
من خلال اجراء العديد من الفحوصات يتمكن دكتور المسالك البولية من تشخيص جزر المثانة الحالبي وسبب ارتجاع البول عند المرضى من هذه الفحوصات ما يلي :
تكشف فحوصات البول وزراعة البول عن وجود التهاب المسالك البولية.
من الممكن أن يكون ضغط الدم عند المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم مؤشر للإصابة بارتجاع البول.
تستخدم طريقة التصوير هذه موجات صوتية عالية التردد لإنتاج صور للكلى والمثانة و يمكن الكشف من خلالها عن التشوهات الهيكلية. وتستخدم أثناء الحمل لمراقبة نمو الجنين ووجود أي مضاعفات مثل تورم الكليتين الناتج عن جزر المثانة الحالبي.
وهي أشعة سينية متخصصة لجهاز المسالك البولية حيث يستخدم هذا الاختبار الأشعة السينية للمثانة عندما تكون ممتلئة وعندما تكون فارغة للكشف عن التشوهات عن طريق إدخال أنبوب رفيع ومرن (قسطرة) من خلال مجرى البول إلى المثانة بينما يستلقي المريض على ظهره على طاولة الأشعة السينية. بعد حقن صبغة التباين في المثانة عبر القسطرة، يتم تصوير مثانة المريض بالأشعة السينية في مواضع مختلفة, ثم تتم إزالة القسطرة حتى يتمكن المريض من التبول، ويتم أخذ المزيد من الأشعة السينية للمثانة والإحليل أثناء التبول لمعرفة ما إذا كان المسالك البولية تعمل بشكل صحيح. تشمل المخاطر المرتبطة بهذا الاختبار عدم الراحة من القسطرة أو من امتلاء المثانة واحتمال حدوث عدوى جديدة في المسالك البولية.
يستخدم هذا الاختبار مادة تتبع تسمى النظائر المشعة. يكتشف الماسح الضوئي المادة المتتبعة ويوضح ما إذا كانت المسالك البولية تعمل بشكل صحيح. وتشمل المخاطر عدم الراحة من القسطرة وعدم الراحة أثناء التبول.
تعتمد خيارات علاج الارتجاع المثاني الحالبي على شدة الحالة, فالاطفال الذين يعانون من حالات خفيفة من الارتجاع المثاني الحالبي الأولي قد يتخلصون من هذا الاضطراب في نهاية المطاف. في هذه الحالة، قد يوصي الطبيب باتباع نهج الانتظار والمراقبة.
بالنسبة للارتجاع المثاني الحالبي الأكثر شدة، تشمل خيارات العلاج ما يلي:
تتطلب عدوى المسالك البولية علاجًا سريعًا بالمضادات الحيوية لمنع العدوى من الانتقال إلى الكليتين. للوقاية من عدوى المسالك البولية، قد يصف الطبيب أيضًا مضادات حيوية بجرعة أقل من تلك المستخدمة في علاج العدوى.
يحتاج الطفل الذي يتم علاجه بالأدوية إلى المراقبة طوال فترة تناوله للمضادات الحيوية. يتضمن ذلك فحوصات بدنية دورية واختبارات بول للكشف عن حالات العدوى الاختراقية — عدوى المسالك البولية التي تحدث على الرغم من العلاج بالمضادات الحيوية — و فحوصات شعاعية عرضية للمثانة والكليتين لتحديد ما إذا كان المريض قد تجاوز مرحلة الارتجاع المثاني الحالبي.
يتم إجراء هذه الجراحة باستخدام التخدير العام، وتتطلب إجراء شق في أسفل البطن يقوم الجراح من خلاله بإصلاح المشكلة. يتطلب هذا النوع من الجراحة عادة الإقامة لبضعة أيام في المستشفى، حيث يتم الاحتفاظ بالقسطرة في مكانها لتصريف المثانة لدى المريض وقد يستمر الارتجاع المثاني الحالبي لدى عدد قليل من الأطفال، لكنه يختفي من تلقاء نفسه بشكل عام دون الحاجة إلى مزيد من التدخل.
في هذا الإجراء، يقوم الطبيب بإدخال أنبوب مضاء (منظار المثانة) من خلال مجرى البول لرؤية داخل المثانة لدى المريض، ثم يقوم بحقن عامل منتفخ حول فتحة الحالب المصاب لمحاولة تعزيز قدرة الصمام على الإغلاق بشكل صحيح. تعتبر هذه الطريقة قليلة التوغل مقارنة بالجراحة المفتوحة وتمثل مخاطر أقل، على الرغم من أنها قد لا تكون بنفس الفعالية. يتطلب هذا الإجراء أيضًا تخديرًا عامًا، ولكن بشكل عام يمكن إجراؤه كجراحة خارجية.
لا يمكنك منع ارتجاع المثانة الحالبي، ولكن العادات الجيدة قد تساعد في الحفاظ على صحة المسالك البولية قدر الإمكان. للوقاية من بعض التهابات المثانة ومشاكل التحكم في المثانة، قم بشرب كمية كافية من السوائل بناءً على نصيحة الطبيب. اتبع عادات الحمام الجيدة، مثل التبول بانتظام والمسح من الأمام إلى الخلف وعلاج المشاكل الصحية ذات الصلة مثل سلس البول .
استشاري جراحة الكلى والمسالك البولية وامراض الذكورة والعقم، الزمالة الأمريكية لجراحة المناظير والحصى والليزر
العنوان:-
الاردن – عمان – شارع مي زيادة – مستشفى فرح – الطابق الأول عيادة رقم 108
رقم الهاتف
962778089234
962798273779
البريد الالكتروني
[email protected]