Table of Contents

سرطان المثانة

سرطان المثانة (Bladder Cancer) 

سرطان المثانة هو نوع شائع من أنواع سرطان الجهاز البولي. يحدث  عندما تنمو الخلايا السرطانية في جدار المثانة. قد يتسبب هذا النمو الغير طبيعي في تشكيل أورام خبيثة تؤثر على وظيفة المثانة. في هذا المقال، سنتعرف بالتفصيل على سرطان المثانة أنواعه وأعراضه، وكيفية التشخيص المبكر وخيارات العلاج المتاحة.

ما هو سرطان المثانة؟

سرطان المثانة هو نوع من الأورام الخبيثة التي تنشأ في الأنسجة المبطنة للمثانة، وهي العضو الذي يقوم بتخزين البول في الجهاز البولي. يعتبر سرطان المثانة شائعًا جدًا، ويؤثر بشكل أساسي على كبار السن الذين تتجاوز أعمارهم 55 عامًا, كما أن الذكور أكثر عرضة للإصابة من الإناث.  وقد صنفت منظمة الصحة العالمية سرطان المثانة في المرتبة العاشرة بين أكثر أنواع السرطانات شيوعًا على مستوى العالم حيث يتم تشخيص أكثر من نصف مليون حالة سنوياً، هذا في كلا الجنسين. لكنه ارتفع ليكون سادس أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين الذكور في جميع أنحاء العالم. 

كما و أن معدل الإصابة المعياري للعمر في جميع أنحاء العالم (لكل 100.000 شخص / سنة) هو 9.5 عند الرجال و 2.4 عند النساء. 

 قد يتطور سرطان المثانة في أي جزء من المثانة، بدءًا من الطبقة الداخلية وصولاً إلى باقي الطبقات, وتتناسب شدة الورم وسوءه تناسباً طردياً مع حجمه وزيادة اجتياحه لباقي الطبقات ومع مرور الوقت قد ينتشر الورم للعقد اللمفاوية وباقي أعضاء جسم الانسان مثل العظام والرئتين والكبد.

ما هي أنواع سرطان المثانة؟

هناك عدة أنواع من سرطان المثانة، وتختلف حسب الخلايا المكوّنة للورم. وفيما يلي أبرز الأنواع: 

سرطان الظهارة البولية (Urothelial Carcinoma) أو سرطان الخلايا الانتقالية (Transitional Cell (Carcinoma:

يُعتبر هذا النوع هو الأكثر شيوعًا ويشكل ما يقرب من 90٪ من حالات سرطان المثانة. ينشأ من الخلايا التي تشكل الطبقة المبطنة للمثانة. وغالباً ما يُعد التدخين أحد العوامل القوية المسببة له.

سرطان الخلايا الحرشفية (Squamous Cell Carcinoma):

يعتبر النوع الثاني من حيث الانتشار في دول العالم المتقدمة و لكنه قد يكون الأكثر شيوعاً في بعض الدول النامية. ينشأ هذا النوع من الخلايا السطحية للمثانة، ويكون في الغالب مرتبطًا بالتهيج المُزمن لبطانة المثانة والذي قد ينتج عن إبقاء القسطرة الإحليلية (بربيش البول) لفترات طويلة أو بقاء حصى المثانة دون علاج لفترات طويلة. و ينتج هذا النوع أيضاً من بعض التهابات المثانة المزمنة مثل الاصابة بالبيلهارسيا. ويشكل حوالي 5% من جميع الحالات في الدول المتقدمة و يصل الى 75% في بعض الدول النامية. 

سرطان المثانة الغُدِّي (Adenocarcinoma):

يحدث هذا النوع عندما تتحول الخلايا الغدية في المثانة إلى خلايا سرطانية. على الرغم من أنه أقل شيوعًا من سرطان المثانة الحرشفي، إلا أنه يمتلك نمطًا عدوانيًا أكبر وأكثر انتشارًا في الأنسجة المحيطة.

الورم الخبيث غير الظهاري (Nonurothelial Malignancy):

 يشمل هذا النوع أنواع أخرى نادرة من سرطان المثانة التي تنشأ من خلايا مختلفة في المثانة، مثل سرطان الظهارة البولية البلازمية و سرطان االعُقَد الليمفاوية (الليمفوما) ، وسرطان الخلايا العضلية الناعمة، وسرطان الخلايا الصغيرة. توجد أيضا حالات من سرطان المثانة التي قد تشمل سرطان المثانة الحشوي وسرطان المثانة النقيلي حيث يكون الورم قادماً من أماكن أخرى من الجسم. يجب أن يتم تشخيص النوع الدقيق لسرطان المثانة من قبل الطبيب لتحديد العلاج المناسب وتوجيه الرعاية الملائمة.

ما هي العوامل المسببة لسرطان المثانة؟

لا يُعرف سبب سرطان المثانة تمامًا، ولكن هناك بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة به، بما في ذلك:

1- التدخين:

يعتبر التدخين عاملًا رئيسيًا في زيادة خطر الإصابة بسرطان المثانة. يحدث ذلك بسبب تراكم المواد الكيميائية الضارة في البول نتيجة استهلاك المنتجات التبغية، حيث يتم معالجة هذه المواد الكيميائية في الجسم وإفرازها في البول، وتسبب تلك المواد الكيميائية الضارة في تلف بطانة المثانة وزيادة خطر الإصابة بالسرطان. يعد تدخين التبغ أهم عامل خطر للإصابة بورم المثانة ، حيث يمثل حوالي 50 ٪ من الحالات، و يزيد خطر الإصابة بالسرطان مع مدة التدخين وشدته. و خطر الإصابة لا ينخفض عند استخدام السجائر منخفضة القطران.

2- التعرض لمواد كيميائية:

 تلعب الكلى دورًا في تصفية المواد الضارة من الجسم ونقلها إلى المثانة، وبالتالي فإن التعرض لبعض المواد الكيميائية المرتبطة بسرطان المثانة يزيد من خطر الإصابة به. تشمل هذه المواد الكيميائية الزرنيخ والمواد المستخدمة في صناعة البلاستيك والأصباغ والمطاط والجلود والمنسوجات ومنتجات الطلاء.

3- التعرُّض للإشعاع المؤين:

خاصة ضمن علاج الأورام الأخرى مثل سرطان البروستات، أو في عمليات القسطرة مثل عملية تضخم البروستات بالقسطرة أو عملية دوالي الخصيتين بالقسطرة، أو في حالات التسرب الشعاعي و الحروب.

4- التهيج المتكرر للجهاز البولي:

 وذلك يحدث عن الإصابة المتكررة بإلتهابات المسالك البولية أو وجود حصى الكلى والمثانة أو بسبب الاستخدام المزمن للقسطرة البولية وقد يتم ربط سرطان الخلايا الحرشفية بالتهاب المثانة المزمن الناتج عن العدوى الطفيلية المعروفة باسم داء البلهارسيات في بعض المناطق حول العالم.

5- الأطعمة (المأكولات و المشروبات):

 ثبت أن النظام الغذائي الغربي (الغني بالدهون المشبعة) واللحوم العضوية يزيد من خطر الإصابة بسرطان المثانة. و على العكس من ذلك فإن نظام الأكل في حوض البحر الأبيض المتوسط ​​، الذي يتميز بالاستهلاك العالي للخضروات والدهون غير المشبعة (زيت الزيتون) مع الاستهلاك المعتدل للبروتين ، ببعض التقليل من نسبة حدوث أورام المثانة.

اسباب أخرى لحدوث سرطان المثانة

  1. العمر: التقدم في العمر أيضًا عامل يزيد من خطر الإصابة بسرطان المثانة. على الرغم من أن سرطان المثانة يمكن أن يحدث في أي عمر، إلا أن معظم الحالات المشخصة تكون في أشخاص يتجاوزون سن الخمسة والخمسين.
  2. الجنس: هو عامل آخر يلعب دورًا في زيادة خطر الإصابة بسرطان المثانة. يعتبر الرجال أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض مقارنة بالنساء.
  3. التاريخ العائلي: وجود تاريخ مرضي شخصي سابق للإصابة أو تاريخ عائلي يمكن أن يزيد أيضًا من خطر الإصابة بسرطان المثانة (مثل متلازمة لينش). استخدام العلاج الكيميائي مثل سيكلوفوسفاميد والعلاج الإشعاعي الموجه للحوض يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بهذا المرض. 

أعراض سرطان المثانة:

  1. وجود دم في البول, ويعتبر هذا العرض هو الأكثر انتشاراً.
  2. التبول المتكرر والضرورة الملحة للتبول.
  3. الشعور بألم وحرقة أثناء التبول.
  4. آلام في الجزء السفلي من البطن.
  5. الألم الحوضي و ألم أسفل الظهر.
  6. الشعور بالتعب العام والإرهاق.
  7. فقدان الشهية ونزول الوزن.

التشخيص

لتشخيص سرطان المثانة، يتطلب الأمر إجراء عدة اختبارات، بما في ذلك:

  1. السيرة المرضية والفحص السريري.
  2. تحليل البول  Urinalysis.
  3. دراسة خلوية للبول Urine cytology
  4. التصوير بالسونار (الألتراساوند).
  5. تنظير المثانة : يستخدم أداة تسمى سيستوسكوب Cystoscope  لفحص المثانة من الداخل والبحث عن أي علامات مشتبه بها أو وجود أورام.
  6. أخذ خزعة من المثانة الأنسجة للتحليل الدقيق تحت المجهر.
  7. التصوير بالأشعة: يمكن استخدام التصوير بالأشعة المقطعية للبطن والحوض (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للتحقق من وجود أي أورام أو تغيرات في المثانة والأنسجة المحيطة بها. 

علاج سرطان المثانة:

يختلف العلاج من مريض لأخر ، ويعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك مرحلة المرض ونوع الخلايا المصابة ومدى انتشارها، والعمر والحالة الصحية العامة للمريض. قد يتضمن علاج سرطان المثانة الآتي:

العلاج الجراحي لسرطان المثانة ويشمل:

  • إزالة وكشط الورم عبر الإحليل (TURBT):  وهي جراحة تتم عن طريق إدخال منظار إلى المثانة عن طريق مجرى البول وتستخدم هذه الطريق لإستئصال الورم أو تشخيصه عن طريق أخذ خزعة.
  • استئصال المثانة الجذري (Radical Cystectomy): حيث يتم إزالة المثانة المصابة والغدد اللمفاوية المحيطة بها وجميع الأعضاء المجاورة المصابة بالسرطان. وبعد عملية الإستئصال الجذري للمثانة يتم إنشاء فتحة عن طريق جدار البطن لتمرير البول من خلالها، أو صنع مثانة اصطناعية من الأمعاء الدقيقة وهذا ما يسمى بتحويل مسار البول.
  • استئصال المثانة الجزئي (Partial Cystectomy): في حالة وجود أورام صغيرة أو محصورة في منطقة معينة من المثانة، يمكن إجراء استئصال جزئي, حيث يتم إزالة الجزء المصاب فقط والحفاظ على بقية المثانة.

علاجات أخرى:

  • العلاج الإشعاعي 

يستخدم الإشعاع لتدمير الخلايا السرطانية أو تقليل حجم الأورام

  • العلاج الكيميائي 

يتضمن استخدام الأدوية الكيميائية لقتل الخلايا السرطانية

  • العلاج المناعي

يستخدم العلاج المناعي لمساعدة الجسم على محاربة الخلايا السرطانية.

  • العلاج التلطيفي

أسئلة شائعة

  • ما هي فرص الشفاء من سرطان المثانة؟

تعتمد فرص الشفاء من سرطان المثانة على مرحلة السرطان ومدى انتشاره. إذا تم اكتشافه في مراحله المبكرة، فإن فرص الشفاء تكون عالية. ومع ذلك، إذا تم اكتشافه في مراحله المتأخرة، فإن فرص الشفاء تكون أقل.

  • ما هي طرق الوقاية من سرطان المثانة؟

هناك بعض الطرق التي يمكن أن تساعد في الوقاية من سرطان المثانة، بما في ذلك

  • الإقلاع عن التدخين
  • تجنب التعرض للمواد الكيميائية. 
  • تناول نظام غذائي صحي.
  •  شرب الكثير من الماء.
  •  إجراء فحوصات منتظمة للكشف عن سرطان المثانة.
  • متى يجب رؤية الطبيب؟

عند ظهور دم في البول (حتى لو كان بشكل متقطع)، وكذلك عند ظهور أعراض أخرى مثل التغير في العادات البولية كالتبول المتكرر أو الألم الحوضي المزمن دون وجود سبب واضح. يجب عليك استشارة الطبيب لإجراء التشخيص اللازم.

المراجع

  1. IARC, Cancer Today. Estimated number of new cases in 2020, worldwide, both sexes, all ages. [Access date: July 2023] https://gco.iarc.fr/today/online-analysis-table
  2. Bestari MG, Oktarina A L, Karim MI, Aryanti, Melati R, Octavian I. Giant bladder stone resulting in renal failure and concurrent bladder cancer: A case report. Int J Surg Case Rep. 2022;94:107170. doi:10.1016/j.ijscr.2022.107170
  3. Michaud DS. Chronic inflammation and bladder cancer. Urol Oncol. 2007;25(3):260-268. doi:10.1016/j.urolonc.2006.10.002.
  4. Michaud DS, Platz EA, Giovannucci E. Gonorrhoea and male bladder cancer in a prospective study. Br J Cancer. 2007;96(1):169-171. doi:10.1038/sj.bjc.6603510.
  5. Chang MT, Penson A, Desai NB, et al. Small-Cell Carcinomas of the Bladder and Lung Are Characterized by a Convergent but Distinct Pathogenesis. Clin Cancer Res. 2018;24(8):1965-1973. doi:10.1158/1078-0432.CCR-17-2655.
المراجع 1
  1. Johnson MH, Nepple KG, Humphrey PA. Bladder lymphoma. J Urol. 2012;188(1):269-270. doi:10.1016/j.juro.2012.04.030.
  2. Ching D, Chiu SK, Van Vliet C, Jasim A. Primary ALK-Negative TP63-Rearranged Anaplastic Large Cell Lymphoma in the Bladder: Potential for Misdiagnosis. Int J Surg Pathol. 2023;31(5):612-615. doi:10.1177/10668969221113481.
  3. Teo, M.Y., Al-Ahmadie, H., Seier, K. et al. Natural history, response to systemic therapy, and genomic landscape of plasmacytoid urothelial carcinoma. Br J Cancer 124, 1214–1221 (2021). doi.org/10.1038/s41416-020-01244-2.
  4. Burger, M., et al. Epidemiology and risk factors of urothelial bladder cancer. Eur Urol, 2013. 63: 234. https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/22877502/
  5. Teoh, J.Y., et al. Global Trends of Bladder Cancer Incidence and Mortality, and Their Associations with Tobacco Use and Gross Domestic Product Per Capita. Eur Urol, 2020. 78: 893. https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/32972792/
المراجع 2